عسر القراءة (الديسلكسيا):

 عسر القراءة (الديسلكسيا): تعريفها، أسبابها، درجاتها وتحدياتها

 

عسر القراءة، المعروف أيضًا بالديسلكسيا، هو اضطراب تعلم يؤثر على القدرة على القراءة بشكل دقيق وفعال. يُعتبر من أكثر اضطرابات التعلم شيوعًا، ويؤثر على الأفراد من جميع الأعمار. في هذا المقال، سنستعرض تعريف عسر القراءة، أسبابه، درجاته، والتحديات التي يواجهها الأفراد المصابون به، بالإضافة إلى استراتيجيات الدعم الممكنة.



تعريف عسر القراءة

عسر القراءة هو اضطراب عصبي يؤثر على معالجة المعلومات اللغوية، مما يجعل القراءة صعبة. يعاني الأفراد المصابون بالديسلكسيا من صعوبات في التعرف على الكلمات، وفهم النصوص، والتهجئة. على الرغم من أن الأفراد المصابين بالديسلكسيا قد يكون لديهم مستوى ذكاء طبيعي أو أعلى، إلا أن هذه الصعوبات تؤثر على أدائهم الأكاديمي.



أسباب عسر القراءة

تتعدد الأسباب المحتملة لعسر القراءة، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات:

1.    الأسباب الوراثية

 تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في تطوير الديسلكسيا. إذا كان هناك تاريخ عائلي من صعوبات القراءة، فإن خطر الإصابة بالديسلكسيا يزيد.

2.    العوامل البيئية:

قد تؤثر العوامل البيئية مثل التعرض لمواد سامة أثناء الحمل، أو نقص الأكسجين عند الولادة، أو ضعف التعليم المبكر على تطوير المهارات اللغوية.

3.    العوامل العصبية

تشير الأبحاث إلى أن هناك تغيرات في بنية ووظيفة الدماغ لدى الأفراد المصابين بالديسلكسيا، مما يؤثر على كيفية معالجة المعلومات اللغوية.

4.    التفاعل بين العوامل:

قد يحدث تفاعل بين العوامل الوراثية والبيئية، مما يزيد من خطر الإصابة بعسر القراءة.



درجات عسر القراءة

يمكن تصنيف عسر القراءة إلى درجات مختلفة بناءً على شدة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية:

1.    عسر القراءة الخفيف:

 يعاني الأفراد في هذه الفئة من صعوبات بسيطة في القراءة، وقد يحتاجون إلى بعض الدعم، لكنهم قادرون على تحقيق تقدم أكاديمي.

2.    عسر القراءة المتوسط:

 يحتاج الأفراد في هذه الفئة إلى دعم أكبر. تظهر عليهم صعوبات ملحوظة في القراءة، مما يتطلب استراتيجيات تعليمية مخصصة.

3.    عسر القراءة الشديد:

يعاني الأفراد في هذه الفئة من صعوبات كبيرة في القراءة، مما يتطلب دعمًا شاملاً ورعاية خاصة لتحقيق أهدافهم الأكاديمية.

التحديات التي تواجه الأفراد ذوي عسر القراءة

يواجه الأفراد المصابون بالديسلكسيا العديد من التحديات التي تؤثر على حياتهم اليومية، ومنها:

1.    التواصل:

 قد يجد الأفراد صعوبة في التعبير عن أنفسهم بشكل فعال، مما يمكن أن يؤدي إلى الإحباط والعزلة.

2.    التعليم:

يحتاج الطلاب ذوو عسر القراءة إلى بيئات تعليمية مخصصة تدعم احتياجاتهم. قد يكون هناك نقص في الموارد التعليمية المناسبة.

3.    التفاعل الاجتماعي:

يواجه الأفراد صعوبات في تكوين العلاقات الاجتماعية، مما قد يؤثر على شعورهم بالانتماء والقبول.

4.    التحديات النفسية:

قد يعاني الأفراد من القلق والاكتئاب نتيجة مواجهة التحديات اليومية، مما يتطلب دعمًا نفسيًا مستمرًا.

5.    القبول الاجتماعي

 يواجه الأفراد المصابون بالديسلكسيا وصمة اجتماعية، مما يزيد من شعورهم بالعزلة وعدم التقبل في المجتمع.

 

كيف يتم التعرف على الأطفال ذوي العسر القرائي؟

يتم الحديث عن العسر القرائي/ الكتابي النمائي في الحالات التالية :

يذهب الطفل للمدرسة بكيفية عادية ولا يعاني من حرمان من حقه في التربية والتعليم؛

ليس الاضطراب راجعا لاعتلالات حسية أو ذهنية أو حركية أو لروابط عصبية ، أو لمرض عصبي أو لاضطرابات نفسية؛

يمكن أن يكون العسر القرائي مرافقا لمجموعة من الاختلالات المنفردة أو المرتبطة فيما بينها مثل:

التأخر اللغوي؛

اضطرابات الصورة الجسدية؛

اضطرابات الجنبية؛

اضطرابات التوجه الزماني - المكاني

تمس الديسليكسا حوالي 3 إلى 5 % من الأطفال الذكور؛

كل الصعوبات ينبغي أن تؤخذ بعين الاعتبار؛ لكن كل طفل لديه صعوبات قرائية ليس الضروري من ذوي العسر القرائي؛


الحلول والتدخلات

لمواجهة التحديات التي يواجهها الأفراد المصابون بالديسلكسيا، يمكن اتخاذ العديد من الحلول والتدخلات:

1.    التدخل المبكر:

 من المهم التعرف المبكر على علامات عسر القراءة وتقديم الدعم المناسب. يمكن أن يسهم التدخل المبكر في تحسين المهارات القرائية.

2.    برامج التعليم الدامج:

 توفير بيئات تعليمية شاملة تتضمن استراتيجيات تدريس مخصصة، مثل استخدام أساليب التعلم الحركي أو استخدام التكنولوجيا المساعدة، يمكن أن يساعد الطلاب ذوي عسر القراءة في تحقيق إمكانياتهم.

3.    العلاج السلوكي:

يمكن أن تساعد التدخلات السلوكية والعلاج النفسي في تعزيز المهارات الاجتماعية والسلوكية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة.

4.    الدعم النفسي والاجتماعي:

 تقديم الدعم النفسي للأفراد وعائلاتهم يمكن أن يسهم في تعزيز صحتهم النفسية وتحسين جودة حياتهم.

5.    التوعية المجتمعية:

 تعزيز الوعي حول عسر القراءة في المجتمع يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية وتعزيز تقبل الأفراد المصابين بالديسلكسيا.

 

عسر القراءة هو حالة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا من المجتمع. من خلال الفهم الجيد لأسبابها ودرجاتها والتحديات التي يواجهها الأفراد، يمكننا العمل على توفير بيئة أكثر شمولاً ودعمًا. إن تعزيز الوعي وتقديم الدعم اللازم يمكن أن يسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي عسر القراءة، مما يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع. الاستثمار في التعليم والدعم النفسي والاجتماعي هو مفتاح تحسين جودة حياة الأفراد وعائلاتهم في مواجهة هذه التحديات.

 

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url

مواضيع مختارة لك