اضطرابات التعلم:

 اضطرابات التعلم: تعريفها، أسبابها، درجاتها وتحدياتها


تعتبر اضطرابات التعلم أو اضطرابات النمو العصبي من القضايا المهمة في مجال التربية الدامجة، حيث تؤثر بشكل كبير على قدرة الأفراد على التعلم والتفاعل في بيئاتهم. هذه الاضطرابات تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على مهارات القراءة، الكتابة، الرياضيات، وغيرها من المجالات الأكاديمية. في هذا المقال، سنستعرض تعريف اضطرابات التعلم، أسبابها، درجاتها، والتحديات التي يواجهها الأفراد المصابون بها.


تعريف اضطرابات التعلم

تُعرَّف اضطرابات التعلم بأنها مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على قدرة الفرد على معالجة المعلومات، مما يؤدي إلى صعوبات في التعلم الأكاديمي. تتضمن هذه الاضطرابات عسر القراءة (الديسلكسيا)،عسر الكتابة (الديسغرافيا)، وعسر الحساب(الديسكلكوليا)، بالإضافة إلى صعوبات في التركيز والانتباه. لا تعكس هذه الاضطرابات مستوى الذكاء، حيث يمكن أن يكون الأفراد ذوو اضطرابات التعلم ذكياء، لكنهم يواجهون تحديات في طريقة تعلمهم.

أسباب اضطرابات التعلم

تتعدد الأسباب المحتملة لاضطرابات التعلم، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات رئيسية:

1.    الأسباب الوراثية:

تشير الأبحاث إلى أن هناك عوامل وراثية تلعب دورًا في تطور اضطرابات التعلم. يمكن أن تكون هذه الاضطرابات مرتبطة بتاريخ عائلي من صعوبات التعلم.

2.    العوامل البيئية:

تشمل هذه العوامل التعرض لمواد كيميائية أو سموم أثناء الحمل، أو نقص الأكسجين أثناء الولادة، أو التهابات تؤثر على النمو العصبي.

3.    العوامل العصبية:

تشير الدراسات إلى أن التغيرات في بنية الدماغ ووظائفه قد تلعب دورًا في تطوير اضطرابات التعلم. يمكن أن تؤدي الاختلافات في كيفية معالجة المعلومات إلى صعوبات معينة.

4.    العوامل الاجتماعية:

 تلعب العوامل الاجتماعية مثل الفقر وسوء التغذية دورًا في التأثير على النمو العصبي وتطوير المهارات المعرفية.


درجات اضطرابات التعلم

تختلف درجات اضطرابات التعلم بناءً على شدة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية. يمكن تصنيفها إلى:

1.    الخفيفة:

تشمل الأفراد الذين يعانون من صعوبات بسيطة في التعلم. قد يحتاجون إلى بعض الدعم في بيئاتهم التعليمية، لكنهم قادرون على تحقيق تقدم أكاديمي.

2.    المتوسطة:

تشمل الأفراد الذين يحتاجون إلى دعم أكبر في التعلم. تظهر عليهم صعوبات ملحوظة في المهارات الأكاديمية، وقد يحتاجون إلى استراتيجيات تعليمية مخصصة.

3.    الشديدة:

 تشمل الأفراد الذين يعانون من صعوبات كبيرة في التعلم. يحتاج هؤلاء الأفراد إلى دعم شامل ورعاية خاصة لتحقيق أهدافهم الأكاديمية.

التحديات التي تواجه الأفراد ذوي اضطرابات التعلم

يواجه الأفراد ذوو اضطرابات التعلم العديد من التحديات التي تؤثر على حياتهم اليومية، ومنها:

1.    التواصل:

 قد يعاني الأفراد من صعوبات في التعبير عن أنفسهم بشكل فعال، مما قد يؤدي إلى الإحباط والعزلة.

2.    التعليم:

 يحتاج الطلاب ذوو اضطرابات التعلم إلى بيئات تعليمية مخصصة تدعم احتياجاتهم. قد يكون هناك نقص في الموارد التعليمية المناسبة.

3.    التفاعل الاجتماعي:

يواجه الأفراد صعوبات في تكوين العلاقات الاجتماعية، مما قد يؤثر على شعورهم بالانتماء والقبول.

4.    التحديات النفسية:

 قد يعاني الأفراد من القلق والاكتئاب نتيجة مواجهة التحديات اليومية، مما يتطلب دعمًا نفسيًا مستمرًا.

5.    القبول الاجتماعي:

 يواجه الأفراد ذوو اضطرابات التعلم وصمة اجتماعية، مما يزيد من شعورهم بالعزلة وعدم التقبل في المجتمع.


الحلول والتدخلات

لمواجهة التحديات التي يواجهها الأفراد ذوو اضطرابات التعلم، يمكن اتخاذ العديد من الحلول والتدخلات:

1.    التدخل المبكر:

من المهم التعرف المبكر على علامات اضطرابات التعلم وتقديم الدعم المناسب. يمكن أن يسهم التدخل المبكر في تحسين المهارات الأكاديمية والاجتماعية.

2.    برامج التعليم الدامج:

توفير بيئات تعليمية شاملة تتضمن استراتيجيات تدريس مخصصة يمكن أن يساعد الطلاب ذوي اضطرابات التعلم في تحقيق إمكانياتهم.

3.    العلاج السلوكي:

يمكن أن تساعد التدخلات السلوكية في تعزيز المهارات الاجتماعية والسلوكية، مما يسهم في تحسين جودة الحياة.

4.    الدعم النفسي والاجتماعي:

تقديم الدعم النفسي للأفراد وعائلاتهم يمكن أن يسهم في تعزيز صحتهم النفسية وتحسين جودة حياتهم.

5.    التوعية المجتمعية:

تعزيز الوعي حول اضطرابات التعلم في المجتمع يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية وتعزيز تقبل الأفراد ذوي الاضطرابات.

 

اضطرابات التعلم هي حالة معقدة تتطلب اهتمامًا خاصًا من المجتمع.  بحيث ينتقل الطفل من صعوبات بسيطة إلى تشكل اضطرابات التعلم لديه و قد تكون:

منعزلة ووظيفية:

 عبارة عن تأخرات دراسية بسيطة: تكون هذه التأخرات الدراسية مرتبطة باكتساب القراءة.

 مثلا :التأخرات والانحرافات البسيطة عن المعايير العادية لاكتساب القراءة دون أن تكون مصاحبة بحالات شاذة أو بسوابق عائلية دالة .

منعزلة ومهيكلة:

يتعلق الأمر باضطرابات خاصة يفترض أن تكون ذات طبيعة نمائية ، تمس صنفا واحدا من التعلمات المرتبطة باللغة أو أكثر.مثل : الديسليكسا / العسر القرائي و العسر الكتابي و العسر الحسابي، و عسرالتناسق الحركي؛

مجتمعة أو ثانوية:

تعود أسبابها للحرمان المتعدد (الاجتماعي والثقافي والتعليمي و الوجداني)، أو لظروف أسرية أو مدرسية أو لاختلالات ذهنية، أو حسية، أو لاضطرابات نفسية أو لأمراض نفسجسمية (الأمراض الجسمية ذات الأسباب النفسية) ؛

في جميع الحالات السابقة تكون الاضطرابات سببا في معاناة نفسية للطفل وظهور القلق والتعب وبعض حالات الاكتئاب؛ وعدم رغبته في الانخراط في بعض المهمات التي تتطلب منه مجهودات خاصة؛

من خلال الفهم الجيد لأسبابها ودرجاتها والتحديات التي يواجهها الأفراد، يمكننا العمل على توفير بيئة أكثر شمولاً ودعمًا. إن تعزيز الوعي وتقديم الدعم اللازم يمكن أن يسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي اضطرابات التعلم، مما يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع. إن الاستثمار في التعليم والدعم النفسي والاجتماعي هو مفتاح تحسين جودة حياة الأفراد وعائلاتهم في مواجهة هذه التحديات.

 

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url

مواضيع مختارة لك