المدرسة الدامجة وأنماط تربية وتأهيل الأشخاص في وضعية إعاقة

 المدرسة الدامجة وأنماط تربية وتأهيل الأشخاص في وضعية إعاقة     


       تشير دراسة صادرة عن البنك الدولي، استنادًا إلى خلاصات بحوث متعددة، إلى أن التربية الدامجة ليست فقط فعالة من حيث النتائج، بل أيضًا ذات مردودية عالية، حيث يُعد الإنصاف في التعليم مسارًا نحو التميز. وفي هذا السياق، قام مركز الدراسات للتربية الدامجة بتطوير مؤشر خاص بالتربية الدامجة، يستند إلى النموذج الاجتماعي للإعاقة، ويعتمد على تجارب دولية ناجحة. يهدف هذا المؤشر إلى تقييم مدى تقدم المؤسسات التعليمية نحو تحقيق الدمج الشامل، ويشمل تسعة أبعاد رئيسية:

 1. ضمان مشاركة جميع التلاميذ في مختلف المواد الدراسية والأنشطة. 

2. تخطيط التعليم والتعلم بما يراعي تنوع التلاميذ. 

3. اعتماد برامج تعليمية تعزز فهم الفروق الفردية واحترامها.

 4. إشراك جميع التلاميذ في الأنشطة التعليمية. 

5. تنويع استراتيجيات وأساليب التدريس.

 6. تحقيق تعلم فعّال لجميع التلاميذ. 

7. تعزيز فهم الثقافات المتعددة داخل المجتمع. 

8. إشراك التلاميذ في عمليات التقييم والمصادقة. 

9. اعتبار صعوبات التعلم فرصًا لتحسين الممارسات التربوية. 


 المدرسة الدامجة:

نحو بيئة تعليمية مرحبة تمثل المدارس الدامجة جيلًا جديدًا من المؤسسات التعليمية التي تستقبل الأطفال في وضعية إعاقة ضمن بيئة تعليمية مهيأة، تستجيب لاحتياجاتهم من خلال برامج وأساليب تعليمية ملائمة.   

    وتسعى هذه المدارس إلى تحقيق الدمج الكامل لجميع الأطفال في التعليم النظامي، وتحويل المؤسسات إلى مراكز للموارد والدعم، كما هو الحال في التجربتين الإيطالية والكندية. وتُعد التربية الدامجة حقًا أساسيًا من حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، وتقع مسؤولية تحقيقه على عاتق الدولة. ويتطلب ذلك تطوير المناهج، وتأهيل الأطر التربوية، وتكييف أساليب التقييم، وتوفير بنى تحتية ملائمة، ضمن رؤية شاملة ومشتركة. الفئات المستهدفة بالتربية الدامجة لا تقتصر التربية الدامجة على الأطفال في وضعية إعاقة، بل تشمل جميع الفئات المهمشة والمحرومة من حقها في التعليم، مثل: 

• الأطفال ذوو الإعاقة، بمن فيهم ذوو اضطرابات التعلم.

 • أطفال الشوارع. 

• الأطفال من أسر معوزة.

 • الفتيات، خاصة في المناطق القروية. 

• أطفال الرحل.

 • الأطفال اليتامى.

 • الأطفال المصابون بأمراض مزمنة مثل فقدان المناعة.

 • أطفال اللاجئين. 

• الأطفال المتأثرون بالكوارث.

 • الأطفال المنتمون إلى أقليات عرقية.

 ويُعد الأطفال في وضعية إعاقة من أكثر الفئات عرضة للإقصاء، حيث يُحرم العديد منهم من تعليم ذي جودة. 


        أنماط تربية وتأهيل الأشخاص في وضعية إعاقة:

حددت اللجنة المعنية بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، في تعليقها العام الرابع (2016) على المادة 24 من الاتفاقية الدولية، أربعة أنماط رئيسية لتربية الأشخاص في وضعية إعاقة: 

1. الاستبعاد: يُمنع الأطفال من الولوج إلى التعليم بشكل مباشر أو غير مباشر. 

2. الفصل: يُقدَّم التعليم في مؤسسات منفصلة مخصصة لفئات معينة من الإعاقة.

 3. الإدماج: يُلحق الأطفال ذوو الإعاقة بالتعليم العام، بشرط قدرتهم على التكيف مع متطلباته. 

4. الدمج (الشمول): يُعد إصلاحًا بنيويًا يشمل تعديل المحتوى، والأساليب، والهياكل، لضمان تعليم منصف وتشاركي لجميع التلاميذ.


 تصنيف الأنظمة التعليمية حسب أنماط الدمج:

يمكن تصنيف الأنظمة التعليمية إلى ثلاث مجموعات رئيسية:

 • المجموعة الأولى: 

أنظمة ذات مسار واحد (One-track approach)، حيث تُفتح المدارس الدامجة للجميع، مع توفير بنى داعمة. 

• المجموعة الثانية:

 أنظمة ذات مسارين (Two-track approach)، تجمع بين مدارس دامجة ومؤسسات خاصة. 

• المجموعة الثالثة:
 أنظمة متعددة المسارات (Multi-track approach)، تشمل المدارس النظامية، وأقسامًا خاصة داخلها، أو مؤسسات متخصصة.

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url

مواضيع مختارة لك