عسر الحساب (الديسكلكوليا):
عسر الحساب (الديسكلكوليا): تعريفه، أسبابه، درجاته وتحدياته
عسر الحساب،
المعروف أيضًا بالديسكلكوليا، هو اضطراب تعلم يؤثر على قدرة الفرد على فهم
واستخدام الأرقام والعمليات الرياضية. يُعتبر من بين أكثر اضطرابات التعلم شيوعًا،
ويؤثر على الأفراد في مختلف الأعمار. في هذا المقال، سنستعرض تعريف عسر الحساب،
أسبابه، درجاته، والتحديات التي يواجهها الأفراد المصابون به، بالإضافة إلى
استراتيجيات الدعم الممكنة.
تعريف عسر الحساب
عسر الحساب
هو اضطراب عصبي يؤثر على قدرة الفرد على تعلم الرياضيات واستخدامها بشكل فعال.
يعاني الأفراد المصابون بهذا الاضطراب من صعوبات في فهم المفاهيم العددية، وإجراء
العمليات الحسابية، وحل المسائل الرياضية. يمكن أن تتراوح هذه الصعوبات من خفيفة
إلى شديدة، وقد تؤثر على الأداء الأكاديمي بشكل عام.
أسباب عسر الحساب
تتعدد
الأسباب المحتملة لعسر الحساب، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات:
1.
الأسباب الوراثية:
تلعب العوامل الوراثية دورًا كبيرًا في تطوير
الديسكلكوليا. إذا كان هناك تاريخ عائلي من صعوبات التعلم الرياضية، فإن خطر
الإصابة بعسر الحساب يزيد.
2. العوامل البيئية
مثل التعرض لمواد
كيميائية أثناء الحمل، أو نقص الأكسجين عند الولادة، أو الصدمات النفسية التي تؤثر
على النمو العصبي.
3. العوامل العصبية
تشير الأبحاث إلى أن
هناك تغيرات في بنية ووظيفة الدماغ لدى الأفراد المصابين بالديسكلكوليا. يمكن أن
تؤثر هذه التغيرات على كيفية معالجة المعلومات العددية.
4.
التفاعل بين العوامل:
قد يحدث تفاعل بين
العوامل الوراثية والبيئية، مما يزيد من خطر الإصابة بعسر الحساب.
درجات عسر الحساب
يمكن تصنيف
عسر الحساب إلى درجات مختلفة بناءً على شدة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة
اليومية:
1. عسر الحساب الخفيف
يعاني الأفراد في
هذه الفئة من صعوبات بسيطة في العمليات الحسابية. قد يحتاجون إلى بعض الدعم، لكنهم
قادرون على تحقيق تقدم أكاديمي.
2. عسر الحساب المتوسط
يحتاج الأفراد في
هذه الفئة إلى دعم أكبر. تظهر عليهم صعوبات ملحوظة في الفهم العددي، مما يتطلب
استراتيجيات تعليمية مخصصة.
3. عسر الحساب الشديد
يعاني الأفراد في
هذه الفئة من صعوبات كبيرة في الفهم واستخدام الرياضيات. يحتاج هؤلاء الأفراد إلى
دعم شامل ورعاية خاصة لتحقيق أهدافهم الأكاديمية.
التحديات التي تواجه الأفراد ذوي عسر الحساب
يواجه
الأفراد المصابون بالديسكلكوليا العديد من التحديات التي تؤثر على حياتهم اليومية،
ومنها:
1. التعلم الأكاديمي
قد يجد الطلاب صعوبة
في متابعة الدروس الرياضية، مما يؤثر على أدائهم الأكاديمي في المواد التي تعتمد
على الرياضيات.
2.
التواصل:
يعاني الأفراد من صعوبة في شرح أفكارهم الرياضية أو
استيعاب المعلومات المقدمة من المعلمين.
3. التفاعل الاجتماعي
قد يشعر الأفراد
بالعزلة بسبب صعوباتهم في الرياضيات، مما يؤثر على تفاعلاتهم مع أقرانهم.
4.
التحديات النفسية:
قد يعاني الأفراد من القلق أو الاكتئاب نتيجة
مواجهة التحديات اليومية في الرياضيات.
5.
القبول الاجتماعي:
يواجه الأفراد
المصابون بالديسكلكوليا وصمة اجتماعية، مما يزيد من شعورهم بالعزلة وعدم التقبل في
المجتمع.
كيف يتم التعرف على الأطفال ذوي العسر الحسابي؟
يتم تشخيص العسر الحسابي بالمعايير التالية
( اضطرابات خاصة في اكتساب الأعداد)
1 .
يتم قياس المهارات الحسابية باستعمال اختبارات نفسية معيارية تحدد المستوى المنتظر
من الاكتسابات الرياضياتية في علاقته بالسن. وبالمستوى الذهني وبتعليم متكف؛
2 .
للاضطراب أثر على حياة الطفل الدراسية واليومية؛
3 .
ليست الصعوبات مرتبطة باعتلالات حسية؛
قلما يكون العسر الحسابي معزولا عن العسر
القرائي والكتابي وقد يلجأ الطفل للحفظ عن
قلب للتستر عن العسر الحسابي؛
الحلول والتدخلات
لمواجهة
التحديات التي يواجهها الأفراد ذوو عسر الحساب، يمكن اتخاذ العديد من الحلول
والتدخلات:
1.
التدخل المبكر:
من المهم التعرف
المبكر على علامات عسر الحساب وتقديم الدعم المناسب. يمكن أن يسهم التدخل المبكر
في تحسين المهارات الرياضية.
2.
برامج التعليم
الدامج:
توفير بيئات تعليمية
شاملة تتضمن استراتيجيات تدريس مخصصة، مثل استخدام الأساليب العملية أو
التكنولوجيا المساعدة، يمكن أن يساعد الطلاب ذوي عسر الحساب في تحقيق إمكانياتهم.
3.
العلاج السلوكي:
يمكن أن تساعد
التدخلات السلوكية والعلاج النفسي في تعزيز المهارات الاجتماعية والسلوكية، مما
يسهم في تحسين جودة الحياة.
4.
الدعم النفسي
والاجتماعي:
تقديم الدعم النفسي
للأفراد وعائلاتهم يمكن أن يسهم في تعزيز صحتهم النفسية وتحسين جودة حياتهم.
5. التوعية المجتمعية
تعزيز الوعي حول عسر
الحساب في المجتمع يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية وتعزيز تقبل الأفراد
المصابين بالديسكلكوليا.
استراتيجيات التعلم الفعالة
تتضمن
استراتيجيات التعلم الفعالة التي يمكن استخدامها لدعم الأفراد ذوي عسر الحساب:
1. التعلم العملي
استخدام الأنشطة
العملية والمادية لتعزيز الفهم العددي. على سبيل المثال، استخدام الحجارة أو الكتل
لتعليم المفاهيم الأساسية.
2.
التكنولوجيا
المساعدة:
استخدام التطبيقات
والبرامج التعليمية التي تساعد في تعزيز المهارات الرياضية. يمكن أن تقدم
التكنولوجيا دعمًا إضافيًا في التعلم.
3. التكرار والممارسة
تعزيز المفاهيم
الرياضية من خلال التكرار والممارسة. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز الذاكرة والفهم.
4. التوجيه الشخصي
توفير دعم تعليمي
فردي أو مجموعات صغيرة لتلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل.
5.
البيئات الداعمة:
خلق بيئات تعليمية
آمنة ومشجعة، حيث يشعر الطلاب بالراحة في طرح الأسئلة وطلب المساعدة.
عسر الحساب
هو اضطراب معقد يتطلب فهماً عميقاً من المجتمع والتربويين. من خلال الفهم الجيد
لأسبابه ودرجاته والتحديات التي يواجهها الأفراد، يمكننا العمل على توفير بيئة
تعليمية أكثر شمولاً ودعماً. إن تعزيز الوعي وتقديم الدعم اللازم يمكن أن يسهم في
تحسين حياة الأشخاص ذوي عسر الحساب، مما يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في
المجتمع. الاستثمار في التعليم والدعم النفسي والاجتماعي هو مفتاح تحسين جودة حياة
الأفراد وعائلاتهم في مواجهة هذه التحديات.