الاضطرابات السيكوحركية

 الاضطرابات السيكوحركية: تعريفها، أسبابها، أشكالها وتحدياتها

 

   تعتبر الاضطرابات السيكوحركية من القضايا المهمة في مجال التربية الدامجة، حيث تؤثر بشكل كبير على قدرة الأفراد على التحكم في حركاتهم والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم. تتضمن هذه الاضطرابات مجموعة من الحالات التي تؤثر على التنسيق الحركي، والتوازن، والقدرة على أداء المهام اليومية. في هذا المقال، سنستعرض تعريف الاضطرابات السيكوحركية، أسبابها، أشكالها، والتحديات التي يواجهها الأفراد المصابون بها، بالإضافة إلى استراتيجيات الدعم الممكنة.

 


تعريف الاضطرابات السيكوحركية

الاضطرابات السيكوحركية هي حالات تؤثر على القدرة على التحكم في الحركات الجسمية، مما يؤدي إلى مشاكل في التنسيق، الحركة، والتوازن. تشمل هذه الاضطرابات مجموعة من الأعراض التي تختلف في شدتها وتأثيرها على الحياة اليومية. يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على الأطفال والبالغين على حد سواء، وتتطلب فهمًا دقيقًا لتقديم الدعم المناسب.

 

أسباب الاضطرابات السيكوحركية

تتعدد الأسباب المحتملة للاضطرابات السيكوحركية، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات:

1.    الأسباب الوراثية

 تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في تطوير الاضطرابات السيكوحركية. بعض الحالات، مثل الشلل الدماغي، ترتبط بعوامل وراثية تؤثر على النمو العصبي.

2.    العوامل البيئية

 تشمل العوامل البيئية التعرض لمواد سامة أثناء الحمل، أو نقص الأكسجين عند الولادة، أو الإصابات التي تحدث في مرحلة الطفولة.

3.    العوامل العصبية

 تشير الأبحاث إلى أن الاضطرابات السيكوحركية قد تكون مرتبطة بتغيرات في بنية الدماغ ووظائفه، مما يؤثر على كيفية التحكم في الحركات.

4.    العوامل النفسية:

 يمكن أن تؤثر العوامل النفسية مثل القلق والاكتئاب على الأداء الحركي، مما يزيد من صعوبة التحكم في الحركات.

 


أشكال الاضطرابات السيكوحركية

تتضمن الاضطرابات السيكوحركية عدة أشكال، منها:

1.    الشلل الدماغي

 هو اضطراب يؤثر على الحركة والتوازن بسبب تلف في الدماغ يحدث أثناء النمو. يعاني الأفراد المصابون بالشلل الدماغي من صعوبات في التنسيق الحركي، مما يؤثر على قدرتهم على المشي والتفاعل مع البيئة.

2.    التصلب المتعدد

 هو مرض يؤثر على الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى ضعف العضلات والتنسيق. قد يواجه الأفراد المصابون بالتصلب المتعدد تحديات في الحركات الدقيقة والتوازن.

3.    اضطراب الحركة النمائي

 يشير إلى مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على القدرة على التحكم في الحركات. يمكن أن تشمل هذه الاضطرابات صعوبات في التنسيق والتوازن.

4.    الاضطرابات الحركية التكرارية

 تشمل الحركات المتكررة أو غير المنضبطة التي تؤثر على القدرة على أداء المهام اليومية. قد تكون هذه الحركات ناتجة عن اضطرابات نفسية أو عصبية.

 

التحديات التي تواجه الأفراد ذوي الاضطرابات السيكوحركية

يواجه الأفراد المصابون بالاضطرابات السيكوحركية العديد من التحديات التي تؤثر على حياتهم اليومية، ومنها:

1.    التعلم الأكاديمي:

 قد تؤثر صعوبات الحركة على القدرة على المشاركة في الأنشطة التعليمية، مما يؤدي إلى تراجع الأداء الأكاديمي.

2.    التواصل

 يعاني الأفراد من صعوبات في التعبير عن أنفسهم بشكل فعال، مما يمكن أن يؤدي إلى الإحباط والعزلة.

3.    التفاعل الاجتماعي

 قد يشعر الأفراد بالعزلة بسبب صعوباتهم في الحركة، مما يؤثر على تفاعلاتهم مع أقرانهم.

4.    التحديات النفسية:

 قد يعاني الأفراد من القلق والاكتئاب نتيجة مواجهة التحديات اليومية في الحركة والتفاعل.

5.    القبول الاجتماعي:

يواجه الأفراد المصابون بالاضطرابات السيكوحركية وصمة اجتماعية، مما يزيد من شعورهم بالعزلة وعدم التقبل في المجتمع.

 


كيف يتم التعرف على الأطفال ذوي عسر التناسق الحركي؟

يمكن أن نميز داخل عسر التناسق الحركي بين أعراض حركية أو بصرية مكانية

اضطرابات اكتساب التناسق الحركي .(TAC ) ، يرتبط هذا الاضطراب بالأعراض الحركية التالية:

·      عدم دقة الإشارات والحركات

·      اضطرابات التناسق الحركي؛

اضطرابات بصرية مكانية:

·      تتمثل في إيجاد صعوبة في التعليل وفي الرسم وفي إنشاء بناء من ثلاثة أبعاد؛

·      تؤثر غالبا الصعوبات على اكتساب اللغة المكتوبة؛

متى ينبغي الشك في مشكلة عسر التناسق الحركي؟

ظهور الشكاوى المدرسية بشكل غير عادي :

·      تبدأ من التعليم الأولي وتبدأ أول الأمر بمشكلة التخطيط وفي التعليم الابتدائي تطال الرياضيات وفي الثانوي الإعدادي تمس القدرة على القراءة. وبالتالي كل الأنشطة تصبح فيها صعوبات تؤول كلها بعدم انتباه الطفل أو ضعف دافعيته؛

·        في الحياة العادية قد يجد الأطفال ذوي عسر التناسق الحركي صعوبات في ربط أصداف ملابسهم؛ و عدد هام منهم يمكنه أن يحصل على شواهد عليا وعلى تعليم جيد وآخرون قد يؤهلون لممارسة نشاط يدوي.


الحلول والتدخلات

لمواجهة التحديات التي يواجهها الأفراد ذوو الاضطرابات السيكوحركية، يمكن اتخاذ العديد من الحلول والتدخلات:

1.    التدخل المبكر

 من المهم التعرف المبكر على علامات الاضطرابات السيكوحركية وتقديم الدعم المناسب. يمكن أن يسهم التدخل المبكر في تحسين المهارات الحركية والتواصل.

2.    برامج التعليم الدامج:

توفير بيئات تعليمية شاملة تتضمن استراتيجيات تدريس مخصصة، مثل استخدام أساليب التعلم الحركي أو التكنولوجيا المساعدة، يمكن أن يساعد الطلاب ذوي الاضطرابات السيكوحركية في تحقيق إمكانياتهم.

3.    العلاج الطبيعي:

 يمكن أن يسهم العلاج الطبيعي في تحسين القدرة الحركية والتوازن، مما يساعد الأفراد على تطوير مهاراتهم الحركية.

4.    الدعم النفسي والاجتماعي:

تقديم الدعم النفسي للأفراد وعائلاتهم يمكن أن يسهم في تعزيز صحتهم النفسية وتحسين جودة حياتهم.

5.    التوعية المجتمعية:

 تعزيز الوعي حول الاضطرابات السيكوحركية في المجتمع يمكن أن يساعد في تقليل الوصمة الاجتماعية وتعزيز تقبل الأفراد المصابين.

 

استراتيجيات الدعم الفعالة

تتضمن استراتيجيات الدعم الفعالة التي يمكن استخدامها لدعم الأفراد ذوي الاضطرابات السيكوحركية:

1.    التعلم العملي:

 استخدام الأنشطة العملية لتعزيز المهارات الحركية. يمكن أن تشمل الأنشطة الرياضية والفنية التي تساعد على تطوير التنسيق الحركي.

2.    التكنولوجيا المساعدة

 استخدام الأدوات التكنولوجية مثل الأجهزة اللوحية أو التطبيقات التعليمية لتعزيز التعلم والتفاعل.

3.    التكرار والممارسة:

 تعزيز المهارات الحركية من خلال التكرار والممارسة. يمكن أن يساعد ذلك في تعزيز الذاكرة والقدرة على التحكم في الحركات.

4.    التوجيه الشخصي

 توفير دعم تعليمي فردي أو مجموعات صغيرة لتلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل.

5.    البيئات الداعمة:

 خلق بيئات تعليمية آمنة ومشجعة، حيث يشعر الطلاب بالراحة في طرح الأسئلة وطلب المساعدة.

 

تعتبر الاضطرابات السيكوحركية حالة معقدة تتطلب فهمًا عميقًا من المجتمع والتربويين. من خلال الفهم الجيد لأسبابها وأشكالها والتحديات التي يواجهها الأفراد، يمكننا العمل على توفير بيئة تعليمية أكثر شمولاً ودعماً. إن تعزيز الوعي وتقديم الدعم اللازم يمكن أن يسهم في تحسين حياة الأشخاص ذوي الاضطرابات السيكوحركية، مما يساعدهم على الاندماج بشكل أفضل في المجتمع. الاستثمار في التعليم والدعم النفسي والاجتماعي هو مفتاح تحسين جودة حياة الأفراد وعائلاتهم في مواجهة هذه التحديات.

 

Next Post Previous Post
No Comment
Add Comment
comment url

مواضيع مختارة لك